کد مطلب:39888 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:381

فی ذکر شی ءٍ من علومه











فمنها: علم الفقه الّذی هو مرجع الأنام ومجمع الأحكام ومنبع الحلال والحرام. فقد كان علیّ علیه السلام مطّلعاً علی غوامض أحكامه، منقاداً له جامحاً بزمامه، مشهوداً له فیه بعلوّ محلّه ومقامه، ولهذا خصّه رسول اللَّه صلی الله علیه وسلم بعلم القضاء، كما نقله الإمام أبو محمّد الحسین بن مسعود البغوی رحمة اللَّه علیه فی كتابه المصابیح مرویّاً عن أنس بن مالك: أنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله (لمّا) خصّص جماعةً من الصحابة كلّ واحدٍ بفضیلة خصّ [1] علیّاً بعلم القضاء، فقال: وأقضاكم علیّ [2] .

ومن ذلك: أنّ النبیّ صلی الله علیه وآله كان جالساً فی المسجد وعنده اُناس [3] من الصحابة إذ جاءه صلی الله علیه وسلم رجلان یختصمان، فقال أحدهما: یا رسول اللَّه، إنّ لی حماراً ولهذا[4] بقرة، وإنّ بقرته نطحت [5] حماری فقتلته، فبدر[6] رجل من الحاضرین فقال: لا ضمان

علی البهائم، فقال رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: اقضِ بینهما یا علیّ، فقال لهما علیّ كرّم اللَّه وجهه: أكان الحمار والبقرة موثّقَین أم (كانا) مرسَلین، أم أحدهما موثّقاً والآخر مُرسَلاً[7] ؟ فقالا: كان الحمار موثّقاً والبقرة مرسلة وكان صاحبها معها، فقال علیه السلام: علی صاحب البقرة الضمان، وذلك بحضرة النبیّ صلی الله علیه وآله، فقرّر صلی الله علیه وآله حكمه وأمضی قضاءه [8] .

ومن ذلك: ما یروی أنّ رجلاً اُتی به إلی عمربن الخطّاب (رض)، وكان صدر منه أ نّه قال لجماعةٍ من الناس وقد سألوه كیف أصبحت؟ قال: أصبحت اُحبّ الفتنة، وأكره الحقّ، واُصدّق الیهود والنصاری ، واُؤمن بما لم أره، واُقرّ بما لم یُخلق، فرفع إلی عمر (رض) فارسل إلی علیّ كرّم اللَّه وجهه، فلمّا جاءه أخبره بمقالة الرجل قال: صدق، یحبّ الفتنة، قال اللَّه تعالی: (إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ[9] ). ویكره الحقّ (یعنی) الموت، قال اللَّه تعالی: (وَ جَآءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ

بِالْحَقِ ّ)[10] ویصدّق الیهود والنصاری ، قال اللَّه تعالی: (وَقَالَتِ الْیَهُودُ لَیْسَتِ النَّصَارَی عَلَی شَیْ ءٍ وَ قَالَتِ النَّصَارَی لَیْسَتِ الْیَهُودُ عَلَی شَیْ ءٍ)[11] ویؤمن بما لم یره، یؤمن باللَّه عزّوجلّ، ویُقرّ بما لم یُخلق، یعنی الساعة، فقال عمر (رض): أعوذ من معضلةٍ، لا علیّ لها[12] [13] .

وقال سعید بن المسیّب: كان عمر یقول: اللّهمّ لا تبقنی لمعضلةٍ لیس فیها أبو الحسن، وقال (رض) مرّةً: لولا علیّ لهلك عمر[14] .

ومن ذلك: أ نّه علیه السلام وقعت له واقعة حارت علماء عصره [15] فی [16] حكمها، وهی: أنّ رجلاً تزوّج بخنثی ولها فرج كفرج الرجال [17] وفرج كفرج النساء[18] وأصدقها جاریةً كانت له، ودخل بها[19] ، فحملت منه الخنثی وجاءته [20] بولد. ثمّ إنّ الخنثی وطأت الجاریة الّتی أصدقها زوجها[21] ، فحملت منها[22] وجاءت بولد، فاشتهرت قصّتهما

ورفع أمرهما[23] إلی أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب علیه السلام، فسأل عن حال الخنثی ، فأخبر أ نّها تحیض وتطأ وتوطأ وتمنی من الجانبین وقد حبلت وأحبلت فصار الناس مُتَحَیّری الأفهام فی جوابها! وكیف الطریق إلی حكم قضائها وفصل خطابها؟

فاستدعی أمیر المؤمنین (غلامین) یرفا وقنبراً وأمرهما أن یعدّا أضلاع الخنثی [24] من الجانبین وینظرا، فإن كانت متساویةً فهی امرأة، وإن كان الجانب الأیسر أنقص من أضلاع الجانب الأیمن بضلعٍ واحدٍ فهو رجل، فدخلا[25] علی الخنثی كما أمرهما أمیر المؤمنین علیه السلام وعدّا أضلاعها من الجانبین فوجدا أضلاع الجانب الأیسر تنقص [26] عن [27] أضلاع الجانب الأیمن بضلع، فأخبراه بذلك وشهدا عنده به، فحكم علی الخنثی بأ نّها رجل، وفرّق بینها وبین زوجها.

ودلیل ذلك: أنّ اللَّه تعالی لمّا خلق آدم علیه السلام وحیداً أراد سبحانه وتعالی لإحسانه إلیه ولخفیِّ حكمته فیه أن یجعل له زوجاً من جنسه لیسكن كلّ واحدٍ منهما إلی صاحبه، فلمّا نام آدم علیه السلام خلق اللَّه تعالی من ضلعه القصیر[28] من جانبه الأیسر حوّاء، فانتبه فوجدها جالسةً إلی جانبه كأحسن ما یكون من الصوَر، فلذلك صار الرجل ناقصاً من جانبه الأیسر علی المرأة بضلعٍ واحدٍ والمرأة كاملة الأضلاع من الجانبین، والأضلاع الكاملة من الجانبین أربعة وعشرون ضلعاً فی كلّ جانبٍ اثنا عشر ضلعاً، وهذا فی المرأة. وأمّا الرجل فثلاثة وعشرین ضلعاً، اثنا عشر من الیمین، وأحد عشر من الیسار. وباعتبار هذه الحالة قیل: للمرأة ضلع أعوج، وقد صرّح النبیّ صلی الله علیه وآله- علی مصدرٍ- بأنّ المرأة خُلقت من ضلعٍ أعوج، إن ذهبت تقیمها

كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها علی عوج [29] .

وقد نظّم بعض الشعراء[30] فقال:


هی الضلع للعوجاء لست تقیمها
ألا إنّ تقویم الضلوع انكسارها


أتجمع ضَعفاً[31] واقتداراً علی الفتی
ألیس عجیباً ضعفها واقتدارها[32] .


فانظر رحمك اللَّه إلی استخراج أمیرالمؤمنین علیّ علیه السلام بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبیل السداد وبیّن به طریق الرشاد، وأظهر به جانب الذكورة[33] الاُنوثة من مادّةٍ الایجاد، وحصلت له هذه المنّة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبیّ له وتربیته وحنوّه علیه وشفقته [34] ، فاستعدّ لقبول الأنوار وتهیّأ لفیض العلوم والأسرار، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة، لم تزل بحار العلوم تتفجّر من صدره ویطفی [35] عبابها، حتّی قال صلی الله علیه وآله: أنا مدینة العلم

وعلیٌّ بابها[36] .









    1. فی (د): خصص.
    2. ورد الحدیث فی المصابیح: 2 / 277 هكذا: أقضی اُمّتی علیّ. وفی كتاب المناقب للخوارزمی: 81 ح 66 «إنّ أقضی اُمّتی علیّ بن أبی طالب». وكذلك فی الریاض النضرة: 2 / 198. أمّا حدیث «أقضاكم علیّ» فقد ورد فی الاستیعاب بهامش الإصابة: 3 / 38، ومجمع الزوائد: 9 / 114، ومواقف القاضی الإیجی: 3 / 276، وحلیة الأولیاء: 1 / 65 و 66، والغدیر للعلّامة الأمینی: 3 / 98.وقد أورد الأخیر أحادیث كثیرة بخصوص القضاء فمن شاء فلیراجعها، كقول عمر بن الخطّاب «علیّ أقضانا» و «أقضانا علیّ» وعن ابن مسعود «إنّ أقضی أهل المدینة علیّ» وعنه أیضاً: «أفرض أهل المدینة وأقضاها علیّ» و عن أبی سعید الخدری «أقضاهم علیّ».

      وورد فی قواعد المرام للبحرانی: 183 وفی الصواعق المحرقة لابن حجر: 126 و127 عن أبی هریرة قال: عمر بن الخطّاب: «علیّ أقضانا» وعن ابن مسعود مثله فی الطبقات الكبری : 2 / 339 وقوله صلی الله علیه وآله «أعلم اُمّتی من بعدی علیّ بن أبی طالب».

      وقوله صلی الله علیه وآله «علیّ أعلم الاُمّة وأقضاها» ورد فی كفایة الطالب: 332 ط الغری، المناقب للخوارزمی: 39- 41، مقتل الإمام الحسین للخوارزمی: 1 / 43، كنوز الحقائق: 18، فرائد السمطین: 1/ 97 / 66، كنز العمّال: 6/153 و 156. فتح الباری: 8 / 136، بغیة الوعاة: 447، ینابیع المودّة: 57 ط اسلامبول.

      وقوله صلی الله علیه وآله «أقاضكم علیّ» ورد فی شرح النهج لابن أبی الحدید: 2 / 235 الطبعة الاُولی ، مطالب السؤول: 23، تمییز الخبیث من الطیّب: 25، كفایة الشنقیطی: 46.

      وقول ابن عباس «أعلمنا بالقضاء وأقرأنا للقرآن علیّ بن أبی طالب» یوجد فی شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی: 1 / 35 / 21 وقول عمر بن الخطّاب «علیّ أقضانا» یوجد فی تاریخ دمشق لابن عساكر: 3 / 27 / 1054- 1062 ط بیروت، حلیة الأولیاء: 1 / 65، صحیح البخاری كتاب التفسیر: 6 / 23، المستدرك للحاكم: 3 / 305، أنساب الأشراف للبلاذری: 2 / 97 / 21 و 23، إحقاق الحقّ: 8 / 61، الاستیعاب بهامش الإصابة: 3 / 39 و 40، الطبقات الكبری لابن سعد: 2 / 339 و 340، تذكرة الحفّاظ: 3 / 38، أخبار القضاة: 1 / 88، المناقب للخوارزمی: 47، أسنی المطالب للجزری: 72، تاریخ الخلفاء للسیوطی: 115، البدایة والنهایة: 7 / 359.

      أما قول عبداللَّه بن مسعود «أقضی أهل المدینة علیّ بن أبی طالب» فانظر أنساب الأشراف للبلاذری: 2 / 97 / 22، تاریخ دمشق لابن عساكر حیاة الإمام علیّ علیه السلام: 3 / 27- 34 / 1054 و 1061 و 1063- 1069 ط بیروت. أسنی المطالب للجزری: 73، تمییز الخبیث من الطیب: 25 فتح الباری: 8 / 59، الریاض النضرة: 2 / 209 الطبعة الاُولی ، مجمع الزوائد: 9 / 116، إحقاق الحقّ: 8 / 57، المستدرك للحاكم: 3 / 135، أخبار القضاة: 1 / 89، شواهد التنزیل: 1 / 34 / 20، الاستیعاب بهامش الإصابة: 3 / 39 و 41.

      وورد عن سعید بن أبی الخضیب وغیره أنه قال: قال الصادق علیه السلام لابن أبی لیلی : أتقضی بین الناس یا عبدالرحمن؟ قال: نعم یابن رسول اللَّه، قال: بأیّ شی ء تقضی؟ قال: بكتاب اللَّه، قال: فما لم تجد فی كتاب اللَّه؟ قال: من سنّة رسول اللَّه، وما لم أجده فیهما أخذته عن الصحابة بما اجتمعوا علیه، قال: فإذا اختلفوا فبقول مَن تأخذ منهم؟ قال: بقول من أردت واُخالف الباقین، قال: فهل تخالف علیّاً فیما بلغك أ نّه قضی به؟ قال: ربّما خالفته إلی غیره منهم. قال الصادق علیه السلام: ما تقول یوم القیامة إذا رسول اللَّه قال: أی ربّ إنّ هذا بلغه عنّی قول فخالفه؟ قال: وأین خالفت قوله یابن رسول اللَّه؟ قال: فبلغك أنّ رسول اللَّه قال: أقضاكم علیّ؟ قال: نعم، قال: فإذا خالفت قوله ألم تخالف قول رسول اللَّه؟ فاصفرّ وجه ابن أبی لیلی ، وسكت.

      انظر البیان الجلی فی أفضلیة مولی المؤمنین علیّ لأحمد بن السقّاف العلوی: 110 والأمالی للشیخ الصدوق: 440 ح 20 مجلس 81 عن سلمان رضی الله عنه، الإرشاد للشیخ المفید: 22 عن ابن عباس، ذخائر العقبی للمحبّ الطبری عنه، ینابیع المودّة: 211 عن أنس وابن بطّة فی الإبانة عنه، مناقب ابن شهرآشوب: 2 / 33، المطالب العالیة: 4 / 85 / 4031 وعن ابن عمر وابن شهرآشوب مجرّداً فی المناقب: 2 / 33 كما ذكرنا آنفاً، درر الأحادیث: 145 عن الهادی إلی الحق كلّهم عن النبیّ صلی الله علیه وآله، العمدة لابن البطریق: 259، وأخبار القضاة أیضاً: 1 / 88 نقلاً عن الإحقاق: 4 / 321، المعجم الصغیر للطبرانی: 115 التبصیر فی الدین للاسفرایینی: 161.

      وانظر أیضاً مصابیح السنّة: 2 / 203، البحار: 40 / 150، صحیح البخاری: 6 / 335 باب 211 / 912، التهذیب: 6 / 220، الكافی: 7 / 408 و 429، صحیح البخاری فی كتابه التفسیر لقوله تعالی

      (مَا نَنسَخْ مِنْء َایَةٍ أَوْ نُنسِهَا) قال عمر: وأقضانا علیّ، ورواه الحاكم فی المستدرك: 3 / 305، مسند أحمد: 5 / 113، حلیة الأولیاء: 1 / 65، صحیح ابن ماجة: 4، مستدرك الصحیحین: 3 / 135، ابن سعد فی طبقاته: 2 / 102 القسم الثانی.

      وراجع اُسد الغابة: 4 / 22، الاستیعاب: 2 / 461، و: 1 / 8، الصواعق المحرقة: 76، سنن البیهقی: 10 / 269، الریاض النضرة: 2 / 198، مجمع الزوائد: 9 / 365، مرقاة المفاتیح لعلی بن سلطان: 5 / 582، الخوارزمی فی المناقب رواه بطریقین: 39 و 41، القاضی الصفدی فی درر الأحادیث: 145 عن الهادی إلی الحقّ.

    3. فی (ج): جمع.
    4. فی (د): وإنّ لهذا.
    5. فی (ب): قتلت.
    6. فی (ج): فبدأ.
    7. فی (ب): مشدودَین بدل جملة «أم أحدهما موثّقاً....».
    8. الصواعق المحرقة لابن حجر: 73 و 123 باب 8 الفصل 2، نور الأبصار للشبلنجی: 71، الصراط المستقیم للعلّامة البیاضی: 2 / 13. وانظر قضاء أمیر المؤمنین للتستری: 33 عن الإرشاد للشیخ المفید: 185 فصل 57 باب 2، والتهذیب للشیخ الطوسی: 3 / 229 ح 901، و: 1 / 229 / 902، إحقاق الحقّ: 8 / 86، وینابیع المودّة: 76 ط اسلامبول، و: 2 / 411، و: 1 / 288 تحقیق علیّ جمال أشرف الحسینی، مسند أحمد بن حنبل: 4 / 373، وقضاء أمیر المؤمنین للتستری: 165.

      وانظر كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام لابن المطهّر الحلّی تحقیق حسین الدرگاهی ط طهران 1411 ه وقد أورد القصّة بهذا الشكل: إنّ بقرة قتلت حماراً، فترافعا المالكان إلی أبی بكر فقال: بهیمة قتلت بهیمة لا شی ء علی ربّهما، ثمّ مضیا إلی عمر: فقضی بما قضی صاحبه، ثمّ مضیا إلی علیّ علیه السلام فقال: إن كانت البقرة دخلت علی الحمار فی منامه فعلی ربّها قیمة الحمار لصاحبه، وإن كان الحمار دخل علی البقرة فی منامها فقتلته فلا غرم علی صاحبها، فقال رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: لقد قضی علیّ بن أبی طالب بینهما (بینكما)بقضاء اللَّه عزّوجلّ، غایة المرام: 350 باب 40 / 2 و 529 باب 40 / 1، انظر الأربعین لأبی الفوارس: 13، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 254، البحار: 40 / 246.

    9. التغابن: 15.
    10. ق: 19.
    11. البقرة: 113.
    12. فی (ب): (بها).
    13. انظر فتح الباری فی شرح البخاری: 17 / 105، وأخرج الحافظ الكنجی فی الكفایة: 218 هذه القصّة عن حذیفة بن الیمان أ نّه لقی عمر بن الخطّاب، فقال له عمر: كیف أصبحت یابن الیمان؟ فقال: كیف تریدنی أصبح؟ أصبحتُ واللَّه أكره الحقّ، واُحبُّ الفتنة، وأشهد بما لم أره، وأحفظ غیر المخلوق، واُصلّی علی غیر وضوء، ولی فی الأرض مالیس للَّه فی السماء. فغضب عمر لقوله، وانصرف من فوره وقد أعجله أمرٌ، وعزم علی أذی حذیفة لقوله ذلك.

      فبینا هو فی الطریق إذ مرّ بعلیّ بن أبی طالب فرأی الغضب فی وجهه، فقال: ما أغضبك یاعمر؟ فقال: لقیت حذیفة بن الیمان فسألته كیف أصبحت؟ فقال: أصبحت أكره الحقّ. فقال علیه السلام: صدق، یكره الموت وهو حقّ، فقال: یقول: واُحبُّ الفتنة، قال علیه السلام: صدق، یحبّ المال والولد، وقد قال اللَّه تعالی: (إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) فقال: یا علیّ، یقول: واشهد بما لم أره؟ فقال: صدق، یشهد للَّه بالوحدانیّة والموت والبعث والقیامة والجنة والنار، والصراط ولم یر ذلك كلّه، فقال: یا علیّ، وقد قال: إنّنی أحفظ غیر المخلوق، قال: صدق، ویحفظ كتاب اللَّه تعالی (القرآن) وهو غیر مخلوق، قال: ویقول: اُصلّی علی غیر وضوء، فقال: صدق، یصلّی علی ابن عمّی رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وسلم علی غیر وضوء، والصلاة علیه جائزة، فقال: یا أبا الحسن قد قال أكبر من ذلك! فقال: وما هو؟ قال: إنّ لی فی الأرض مالیس للَّه فی السماء، قال: صدق، له زوجة وولد، وتعالی اللَّه عن الزوجة والولد، فقال عمر: كاد یهلك ابن الخطّاب لولا علی بن أبی طالب.

      وقد روی ابن الصبّاغ الحدیث مختصراً. وفی فرائد السمطین: 1 / 348 / 272، و 350 / 276 قال عمر بن الخطّاب: أعوذ باللَّه من معضلةٍ لا علیّ لها.

      وفی المناقب لابن شهرآشوب: 2/358 و 360 و 361 و 365، والبحار: 40/223 و 226 سأل رسول ملك الروم أبا بكر عن رجل لا یرجو الجنّة ولا یخاف النار، ولا یخاف اللَّه، ولا یركع ولا یسجد، ویأكل المیتة والدم، ویشهد بما لا یری، ویحبّ الفتنة ویبغض الحقّ، فلم یجبه. فقال عمر: ازددت كفراً إلی كفرك. فأخبر بذلك علی علیه السلام فقال: هذا رجل من أولیاء اللَّه لا یرجو الجنّة ولا یخاف النّار ولكن یخاف اللَّه، ولا یخاف اللَّه من ظلمه وإنّما یخاف من عدله، ولا یركع ولا یسجد فی صلاة الجنازة، ویأكل الجراد والسمك، ویأكل الكبد، ویحبّ المال والولد (إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ)ویشهد بالجنة والنار وهو لم یرهما، ویكره الموت وهو حقّ... وساق الحدیث.

      وفی التهذیب: 10 / 94 قال عمر بن الخطّاب فی قصة اُخری لسنا بصددها: معضلة ولیس لها إلّا أبو الحسن. وفی تاریخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام علی علیه السلام: 3 / 93 و 41 / 1071 و 1070 بتحقیق الشیخ المحمودی قال عمر بن الخطّاب: أعوذ باللَّه من معضلة لیس لها أبو حسن علی بن أبی طالب. وروی ابن عبد البرّ فی الاستیعاب عن سعید نحوه فی هامش الإصابة: 3 / 39.

      وجاء فی الطرق الحكمیة: 46: إنّ عمر بن الخطّاب سأل رجلاً: كیف أنت؟ فقال: ممّن یحبّ الفتنة ویكره الحق، ویشهد علی ما لم یره، فأمر به إلی السجن، فأمر علی علیه السلام، بردّه فقال: صدق، قال عمر: كیف صدّقته؟! قال علیه السلام: یحبّ المال والولد وقد قال اللَّه تعالی (إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) وكره الموت وهو الحق، ویشهد أن محمّداً رسول اللَّه ولم یره، فأمر عمر باطلاقه. وقال: اللَّه أعلم حیث یجعل رسالته. وجاء فی المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 30- 34 ط ایران: لولا علی لهلك عمر. وروی الحاكم فی المستدرك قریباً من هذا فی: 1 / 457 بسنده عن أبی سعید الخدری فی حدیث طویل قال عمر بن الخطّاب أعوذ باللَّه أن أعیش فی قوم لست فیهم یا أبا الحسن.

      وورد فی الریاض النضرة: 2 / 195 و 196، و: 3 / 163 و 164 و 165 وذخائر العقبی : 79- 82 قال عمر بن الخطّاب فی حدیث طویل أیضاً: عجزت النساء أن تلدن مثل علی بن أبی طالب، لولا علی لهلك عمر. وكذلك ورد مثله فی مطالب السؤول لابن طلحة الشافعی: 13، والمناقب للخوارزمی الحنفی: 39 و 48 و 60 و 65 و 81، والفخر الرازی فی الأربعین: 466. وروی ابن الجوزی فی كتاب الأذكیاء: 18 وفی كتابه أخبار الظرّاف: 19 فی حدیث طویل قال فیه عمر بن الخطّاب: لا أبقانی اللَّه بعد ابن أبی طالب. ومثله فی تذكرة الخواصّ: لسبط ابن الجوزی: 87 و 148.

      وفی كنز العمّال: 3 / 179، و: 5 / 241 و 451 و ح 13584 قال عمر مخاطباً الإمام علیّ: لا أبقانی اللَّه لشدّة لست لها، ولا فی بلد لست فیه. ومثله فی مصباح الظلام: 2 / 56. وقال فی المناقب للخوارزمی: 53 و 81 / 95 و 97 / 98: اللّهمّ لا تبقنی لمعضلة لیس لها علی حیاً. وكشف الیقین لابن المطهّر الحلّی: 62 نقلاً عن المناقب للخوارزمی: 57.

      وممّا یجدر ذكره أنّ عثمان بن عفّان أیضاً قال: لولا علیّ لهلك عثمان.جاء ذلك فی كتاب زین الفتی فی شرح سورة هل أتی للحافظ العاصمی نقلاً عن الغدیر: 8 / 214، المسترشد فی إمامة أمیر المؤمنین للحافظ محمّد بن جریر الطبری الإمامی: 654 تحقیق أحمد المحمودی. وفی كتاب أحمد بن حنبل- فضائل الصحابة- عن سعید بن المسیّب قال فی: 2 / 674: كان عمر یتعوّذ من معضلة لیس لها أبو حسن. ومثله فی الاستیعاب: 3/1102، صفة الصفوة: 1/121، كفایة الطالب: 95، اُسد الغابة: 4/22.

      وانظر أیضاً طبقات ابن سعد: 2 / ق 2 / 102، تهذیب التهذیب: 1 / 337، الصواعق المحرقة: 76، ینابیع المودّة: 221، نور الأبصار: 74، أرجح المطالب: 121 و 124، الإصابة: 4 ق 1 / 270، فیض القدیر: 4 / 357، فضائل الخمسة من الصحاح الستة: 2 / 290 و 309 علی إمام المتقین للشرقاوی: 1 / 100 و 101، أنساب الأشراف للبلاذری، وابن بطّة فی الإبانة، والزمخشری فی الفائق، كلّهم عن ابن شهرآشوب، والمفید فی الإرشاد: 9، وابن البطریق فی العمدة: 2 / 4، والمعرفة والتاریخ: 1 / 462، والبدایة والنهایة لابن كثیر: 6 / 201، ومسند زید: 335 الطبعة الثانیة دار الكتب الإسلامیة طهران.

    14. راجع المصادر السابقة.
    15. فی (ج): وقتها.
    16. فی (د): فیها.
    17. فی (ب): النساء.
    18. فی (د): الرجال.
    19. فی (د): بالخنثی فأصابها.
    20. فی (ب): وجاءت.
    21. فی (د): لها الرجل.
    22. فی (ب): منه الجاریة.
    23. فی (ج): قصّتها ورفع أمرهما.
    24. فی (ب): اضلاعها.
    25. فی (ج): فذهبا.
    26. فی (د): انقص.
    27. فی (ب): من.
    28. فی (د): القصری.
    29. وقد روی هذه القصّة محمّد بن علیّ بن إبراهیم بن هاشم القمّی فی كتابه «عجائب أحكام وقضایا ومسائل أمیر المؤمنین علیه السلام»: 55 ط الإتقان دمشق، ولا اُرید التعلیق علی هذه القصة، لكن الشیخ المفید رحمه الله نقل ما هو شبیه لهذه القصّة فی عدّ الأضلاع ولكنه رحمه الله نقلها ولم یعلّق علیها، فقال فی الإرشاد: 1 / 213 ط مؤسسة آل البیت الطبعة الثانیة سنة 1416 ه: وروی الحسن بن علیّ العبدی عن سعد بن طریف عن الأصبغ بن نباتة... فأمر أن یشدّ علیه تُبّان- سراویل صغیرة- وأخلاه فی بیت، ثمّ ولجه فعدّ أضلاعه، فكانت من الجانب الأیسر سبعة، ومن الجانب الأیمن ثمانیة فقال: هذا رجل. وأمر بطمّ- قصّ- شعره، وألبسه القلنسوة والنعلین والرواء وفرّق بینه وبین الزوج.

      وقد روی نحو ذلك فی أخبار القضاة: 2 / 197، والبحار: 40 / 258، و: 259، ودعائم الإسلام: 2 / 287، والفقیه: 4 / 238 / 762، ومناقب آل أبی طالب: 2 / 376، ومناقب الخوارزمی: 101 / 105، فلاحظ وتأمّل.

    30. فی (أ): الاُدباء.
    31. فی (ج): ظلماً، وهو اشتباه.
    32. نور الأبصار للشبلنجی: 71.
    33. نور الأبصار للشبلنجی: 71.
    34. فی (أ، ج): عامة.
    35. فی (د): یطفو.
    36. لقد وصل إلینا حدیث «أنا مدینة العلم وعلیٌّ بابها» متواتراً عن طریق أهل الشیعة والسنّة كما صرح بذلك أكثر الفقهاء والعلماء وأصحاب الحدیث والسنن مع وجود بعض الاختلاف فی اللفظ. فتارةً یأتی بإضافة «فمن أراد العلم فَلیأت الباب» كما ذكر ذلك ابن عساكر فی تاریخ دمشق / ترجمة الإمام علی علیه السلام: 3 / 467 والمناقب لابن المغازلی: 81 و غیرهما كثیر الّذین نصّوا علی تصحیحه وصحّته متناً وسنداً، وقد أوردنا هذین المصدرین علی سبیل المثال لا الحصر.

      وورد الحدیث هذا وغیره بمضمون واحد كحدیث «أنا مدینة العلم وعلیٌّ بابها، ولا تؤتی البیوت إلّا من أبوابها» و «أنا مدینة الجنة وأنت بابها، یا علیّ كذب من زعم أ نّه یدخلها من غیر بابها» و «یا علی أنا مدینة العلم وأنت الباب، كذب من زعم انّه یصل إلی المدینة إلّا من الباب» و «أنا مدینة الفقه وعلیٌّ بابها، فمن أراد العلم فلیأت الباب» و «أنا دار الحكمة وعلیٌّ بابها، فمن أراد الحكمة فلیأتها» و «أنا دار الحكمة وعلیٌّ بابها» و «أنا دار الحكمة وعلیٌّ مفتاحها» و «أنا خزانة العلم وعلیٌّ مفتاحها» و «فهو- أی علی- باب مدینة علمی» و «أنا میزان الحكمة وعلیٌّ لسانه» و «أنا میزان العلم وعلیٌّ كفّتاه».

      وكثیر وكثیر ولسنا بصدد إحصاء الأحادیث الّتی قالها رسول اللَّه صلی الله علیه وآله بحقّ أعلمیة الإمام علیّ علیه السلام والّتی نصّ علی صحّتها و تصحیحها كما ذكرنا سابقاً أكثر الفقهاء كالطبری فی تهذیب الآثار، والحاكم النیسابوری، والفیروزآبادی، والبغدادی، والسیوطی، والبخاری، والسمرقندی، والصنعانی، وابن طلحة الشافعی، والجزری، والسخاوی، والمتقی الهندی، والبدخشی... الخ.

      أمّا مصادر الحدیث فهی: صحیح الترمذی: 2 / 299 ح 3807 «أنا دار الحكمة وعلیٌّ بابها». أمّا سنن الترمذی: 5 / باب 87 / 301 ففیها «أنا مدینة العلم وعلیٌّ بابها»، وأخرجه الطبرانی فی المعجم الكبیر: 3 / 108، و: 11 / 55 / 11061 عن ابن عباس، الحاكم فی المناقب: 226، مستدرك الصحیحین: 3 / 126 و 127 و 129.

      وذكر صدر الحدیث فقط سبیل النجاة فی تتمة المراجعات: رقم (558)،أسنی المطالب للجزری: 70 و71، تاریخ بغداد: 11/204 و48 و49 «أنا مدینة العلم وعلیٌّ بابها» و«أنا دار الحكمة وعلیٌّ بابها» ومثله فی: 2/377 و: 4/248، و: 7/172، لسان المیزان لابن حجر: 1/197 تحت رقم 620، الصواعق المحرقة: 73 و 120 و 122 / 9 ط المحمدیة أورد الحدیثین «أنا مدینة العلم...» و «أنا دار الحكمة...».

      وانظر تهذیب التهذیب: 6 / 320، و: 7 / 427، تذكرة الحفّاظ: 4 / 28 ط حیدرآباد، نزل الأبرار: 73، كتاب الفردوس لأبی شجاع الدیلمی: 1 / 76 / 109، مودّة القربی: 24، مصابیح السنّة للبغوی: 2 / 275 «انا دار الحكمة...» الجامع الصغیر للسیوطی: 1 / 374 ح 2705 و2704 ط مصطفی محمّد، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 30 «أنا دار الحكمة...» وكنز العمّال: 6 / 152 و 156 «علی باب علمی...» و 11 / 614 / 32979، و 600 / 32889، و: 13 / 147 / 36462 و 36463، و: 15 / 129 / 378 الطبعة الثانیة، الفتح الكبیر للنبهانی: 1 / 272 و 276، البدایة والنهایة لابن كثیر: 7 / 358، كنوز الحقائق للمناوی: 43 و 46 ط بولاق و37 ط اُخری ، مجمع الزوائد للهیثمی: 9 / 114.

      ولاحظ تلخیص الشافی: 3 / 21، دلائل الصدق للشیخ المظفر: 2 / 332 و 439 و 441 و 520، الصراط المستقیم للعلّامة البیاضی: 2 / 19، حلیة الأولیاء: 1 / 64 و 63، عبقات الأنوار: ج 5 و10 خاصّ بحدیث مدینة العلم ط الهند، فرائد السمطین: 1 / 98، شواهد التنزیل للحافظ الحسكانی: 1 / 334 / 459 و 81 / 118 و 82 / 119 و 120 و 121 ط اُخری ، الریاض النضرة: 2 / 193 و 255 الطبعة الثانیة، أسمی المناقب: 76، أمالی الشیخ الصدوق: المجلس السادس والخمسون ح 8، والمجلس الحادی والستون ح 11، البحار: 40 / 200 و 201، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 36. الغدیر: 6 / 61- 85، و: 7 / 198 و199.

      وراجع فضائل الخمسة: 2 / 248 و 250، جامع الاُصول: 9 / 473 / 6489، شرح النهج لابن أبی الحدید: 2/236 ط بیروت، و: 7 / 219 ط مصر بتحقیق محمّد أبو الفضل، اللآلی المصنوعة: 1/171، تاریخ جرجان: 24، إحقاق الحقّ: 5 / 470 و 483، میزان الاعتدال للذهبی: 1 / 415 و 436 تحت رقم 429، و: 2 / 215، و: 3 / 182، و: 4 / 99، اُسد الغابة: 4 / 22، تاریخ دمشق لابن عساكر الشافعی / ترجمة الإمام علی علیه السلام: 2 / 459 / 983 و 464 و 476 حدیث 984 و 986 و 997.

      نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 113 المناقب لابن المغازلی: 80 و 212 حدیث 120- 126 و 158 / 126 ط آخر و 86 / 128 «أنا مدینة العلم وعلیّ بابها»، الاستیعاب بهامش الإصابة: 3 / 38، فیض القدیر للشوكانی: 3/46، كفایة الطالب للكنجی الشافعی: 220 ط الحیدریة و 99 ط الغری /58.

      وراجع أیضاً فتح الملك العلی بصحة حدیث باب مدینة العلم علیّ لأحمد بن محمّد الصدیق المغربی طبع سنة 1304 ه بالمطبعة الإسلامیة بمصر 3- 5 و 14- 16، و 22- 24 و 28 و 29 و 40- 44 و 54 و 55 ط الحیدریة. ینابیع المودّة للحافظ القندوزی: 65 و 71 و 72 و 81 و 179 و 183 و 220 و 221 و 234 و 254 حدیث «أنا دار الحكمة...» و 282 و 400 و 407 ط اسلامبول و 211 و 217 و 278 و 303 و 338 ط الحیدریة، و: 3 / 122 و 198 و 204، و: 2 / 292، و: 1 / 137 و 218 و 220 و 222 تحقیق السیّد علی جمال أشرف الحسینی، مقتل الحسین للخوارزمی الحنفی: 1 / 43، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزی: 47 و 48، إسعاف الراغبین للصبّان بهامش نور الأبصار للشبلنجی: 140 و 174، تاریخ الخلفاء للسیوطی: 170 و 107 ط آخر.